لكل بداية نهاية ....

لـكــل بـدايــة نـهايــة ....

الدول كالإنسان فهناك الولادة ثم فترة الطفولة ثم الشباب و القوة ثم العجز و الكهالة
و التاريخ أكبر دليل على مصداقية ما أقول و لو أردت أن أضرب أمثلة على ذلك لما كفاني صفحة واحدة بل مجلدات لذكرها .

ولكن كيف تنشئ هذه الدول و كيف هي مرحلة قوتها و عزتها ؟؟
أو بمعنى أخر ما هو سر قوة هذه الدول ما هو سر عظمتها ؟؟
ما هو القاعدة التي يبنى عليها مصير هذه الدولة ؟؟

أسئلة أثارت علماء وسياسي العصر ولكن السؤال الاهم هو

ما هي القاعدة التي تبنى عليها الأمة العظيمة وكيف تستمر ؟؟

سوف أحكي لكم اليوم قصة تدل على مقصد موضوعي . قد حدثت هذه القصة قبل مئات السنين و أصبحت أهم دليل على أهمية القاعدة الثابته لأي دولة . أما نحن المسلمين فأحق الناس بأن نفهم هذه القصة وندرسها جزءا جزءا .
فهي درس لن ننساه ما دمنا على هذه الأرض .

إنها قصة

الأندلس

للأندلس أثر في قلب كل مسلم جرح لم يشفه الزمان وسيبقى حتى يرث الله من في الأرض أتدرون لماذا ؟
لأن الاندلس كانت أعظم حضارة بناها المسلمون على مر العصور كانت درة من دررهم و لكن و بكل سهولة ضاعت ولم يبقى سوى مباني تشتاق لصوت مؤذن أو صوت إمام يذكر إسم الله فيها

الأندلس كانت قوة في العلم قوة في الحرب قوة في السياسية حتى قيل أن ملوك الغرب كانوا يقبلون خلفاء الأندلس في رجلوهم
كان خلفائها عظماء من أمثال صقر قريش الداخل و حفيده الناصر و الملك المنصور . ولكن في يوم و ليلة أصبحت هذه الدولة مجرد أثار ... لماذا ؟

أهو يا ترى الفخر بالقوة ؟
أم هو الهوان الذي أصابنا فيها ؟
أم هو الفساد و اللهو الذي أصابنا ؟
أ م ماذا ياترى؟؟؟؟

قد تفنن المؤرخون في ذكر أسباب ضياع الأندلس و كل منهم يذكر سببا نراه و جيها و نراه في محله
لكن لماذا ظهرت هذه الأسباب؟؟؟ لماذا أصبح الغناء و اللهو يقتل الرجال؟؟؟
لماذا أصبح المال و الجاه يهدم الأسوار و المدن ؟؟
لماذا أصبحت المساجد خالية و المكتبات ملئها الغبار... لماذا؟

لو أردنا التعمق في تاريخ الأندلس لو جدنا أسبابا كثيرة منها :

1 - سببا عظيما أصاب الأندلس سببا نراه اليوم في عصرنا
هذا السبب يا أخوتي هو تفكك الأمة !!! .

نعم تفكك الامة و بعدها عن الوحدة و قبل ذلك بعدها عن سبب هذه الوحدة
بعدها عن القاعدة التي هي ثبات أي دولة تقام .
بعدها عن الدستور .
لكل دولة في عصرنا دستور تقوم عليه هذه الدول يسير حياة شعبها و ينظم أمورها و لكن العجيب أن هذه الدساتير في بعض الاحيان تكون هي السبب الرئيسي لإنهيار هذه الدول ؟ .

و لكن نحن المسلمين نمتلك دستورا من أكمل الدساتير و أعظمها
دستورا صالح لكل زمان دستور لم يضعه إنسان ناقص بل رب هو الكمال و العظمة بعينها رب عليم بحال خلقه و شؤونهم .

2- العلم. من أعظم أسباب سقوط الأندلس هو إنشغال شعبها بالمال و الجاه و اللهو و تركهم لعماد عظمة أي دولة تركهم للعلم الذي يظهر الأمة القوية و يمدها بالنصر من خلال تنمية العقل .

العقل إذا انشغل باللهو لن تراه أبدا مبدعا في العلم . و هو سلاح أبدع في إستخدامه الصهاينة في عصرنا هذا ؟؟

3- الجهاد . أعظم فريضة فرط فيها أهل الأندلس و أصبحوا تابعين لا متبوعين حين تركوا هذه الفريضة العظيمة و أصبحوا يدفعون الجزية التي كانت في يوم من الايام تدفع لهم!!

4 - إنتشار الظلم . وما أدراكم ما الظلم و كذلك إنتشار العرقية و المذهبية التي هدت أساس الأندلس !!!!

إن تاريخ الأندلس تاريخ يجب فهمه و الإستفادة منه حتى لا يتكرر من جديد في عصرنا .
هذا إن كانت عندنا حضارة مثل الأندلس أصلا !!! .

ولكن كلنا امل بأن نصر الله قريب و المجاهدون و العلماء الذين بنوا الأندلس يستطيعون بنأها اليوم و غدأ ولكن علينا بما تمسك به سلفنا الماضي علينا بالدستور علينا بإتباع الحق لو أردنا الأندلس من جديد..

الموضوع مطروح للنقاش

بقلم اختكم مديحة